كانتَا مُقربتينْ جدًا   . .
و كانَ الزمنُ يجمعهما فِي مُكالماتٍ يومية ..
كانَ يستحيلُ أنْ يَمضي يومٌ واحِدْ دونَ أن تَتعطرَ مَسامعَ كُل واحدةٍ منهما بَ صوتِ الآخرى . .
وَ مَضى الزَمْن .. وَ تَضاعفْ التَعلق ..
و مَعْ الوقتْ شَعرتْ إحداهما بأنّ الآخْرى " مُجحفةٌ " في التعبيرِ عن مشاعرها ..
... ... و إنها مُكتفيةْ بالصمتْ في كثيرِ من الأحْيان ..
لذا و بشكلٍ مُفاجئ قررتْ أن تَتوقفْ عن الاتصال لـ يومٍ واحد ..
عَلّها تَشعرُ بحبِ الآخرى و إشتياقها ..
و حينَ بدأ اليومْ .. بدأ الإصرار ..
لَمْ تَتصل .. لَمْ تُرسل ..
و كذلكْ لم تُجبْ على إتصالاتِ صديقتها و رَسائلها ..
كانتْ تَشتاقْ لكنها مُصّرة أن تثبتَ لنفسها شجاعتها ..
كذلكْ .. كانتْ تُريدُ أن تَجدّ حدًا لـ جنونِ إشتياقها و أنْ تَتعلمَ التنفسَ دونَ صوتها لبعضِ الوقت !
مضى اليومْ و كانتْ سعيدةً جدًا لأنها أجتازته !
و مُشتاقةً كثيرًا لـ يومِ الغد ، و لـ صديقتها !
و كانتْ تَرى إنّ هذا مفيدٌ جدًا لـ يُخففَ من حدةِ الإحتياج .
و حِينَ حانَ الغَدْ ..
عَلمتْ إنّ اليومَ الوحيدْ الذي لمْ تُكلمها فيه ..
كانَ هوَ اليومْ الذي آختارهُ الله لـ يَستّردَ أمانته ..
يومٌ واحدْ فقط . .
جعلتْ كبريائَها يجدُ طريقًا لـ قلبها ..
يومٌ واحدْ .. تَركتها !
بعد أن إستمرتْ بالاتصالِ لمدةِ أعوام !
لكنهُ كانَ يومًا مَصيريًا جدًا !
فـ صديقتهآ قدْ فقدتْ العُمرَ فِيه !
وَ هِيَ باتَ يتوجبُ عليهآ أن
" تتنفسَ دونَ صوتهآ لـ آخرِ العمر ! "
" أنسى الـ كبرياء !
و أغلقْ أذنيكَ عن وسوسةِ الشيطان !
و تذكّر إن الحياةَ فانِية !
فـ كُنْ بقربِ أحبابكَ دومًا ما دُمتَ تستطيعُ . . !